الخصائص الفسيولوجية للجسم خلال مراحل التدريب المختلفة
الأستاذة الدكتورة سميعة خليل محمد
إن التدريب المستمر يؤدي إلى تغييرات فسيولوجية في كافة الأجهزة الجسمية لتعمل بشكل اكثر كفاءه , وعموما عند ممارسه التمارين الرياضية أو التدريب يمر الجسم بثلاث مراحل هي :
مراحل التدريب
أولا : مرحلة التحضير ( الإعداد )
ثانيا : مرحلة العمل ( الجهد )
ثالثا : مرحلة ما بعد الجهد ( الراحة والاستشفاء )
عادة ما تكون هذه المراحل متداخلة مع بعضها ومترابطة ، ومن المعلوم أن عند أداء أي جهد رياضي تتغير وظائف الجسم وفقا لنوع الجهد الممارس، حيث تظهر استجابات مختلفة قبل بدء العمل واثنائه ، ويحدث تداخل العمل العضلي مع نشاط الأجهزة المختلفة في الجسم , وعندما يستمر العمل العضلي لفترة طويلة تظهر حاله الاستقرار ، حيث تتوازن كمية الدين الأوكسجيني مع كميه الأوكسجين المستهلكة في الجهد ذو الشده دون القصوى ، أما عند أداء نشاط عضلي قصوي (عالي الشده) يحدث انخفاض في القابلية الوظيفية مما يسبب التعب , وحاله التعب تعد حاله وقائية لأنها تحافظ على الجسم وتمنع الوصول إلى مرحله الإرهاق .
بعد انتهاء العمل العضلي تبدا مرحله تعويض ما فقد من الطاقة الاحتياطية , أي بدء مرحلة الاستشفاء لتعود وظائف الجسم إلى حالتها الطبيعية , وقد تطول فتره الاستشفاء عندما يكون التعب شديدا , كما أن القابلية الوظيفية للرياضي تبقي دون المستوى المطلوب ولفترة طويلة . تظهر مراحل الجسم المشار أليها (التحضير , الجهد , الاستشفاء) بشكل اكثر وضوحا في المنافسات التي تتطلب نشاط عضلي عنيف.
أولا : مرحلة التحضير( الإعداد )
في هذه المرحلة تحدث تغيرات وظيفية عديدة في الجسم , ففي البداية تظهر بعض التغييرات وبشكل مباشر عند أداء أي نشاط عضلي , حيث تظهر عند الرياضي تغيرات على شكل رد فعل انعكاسي , وتتغير وظائف الجسم استجابة لمختلف الحوافز التي تعطي مؤشرات عن حاله النشاط المؤدي , ويبدا التأقلم على حاله جديده , حيث يرتفع مستوى نشاط أجهزة الجسم وتتكيف المواد المنتجة للطاقة للحالة هذه للاستجابة السريعة ( بدا العمل العضلي ), وتختلف هذه التغيرات في المرحلة التحضيرية تبعا للخصوصيات الفردية للاعب ومستوى المنافسة , وكذلك مستوى التدريب وإمكانيات المنافسة .
ـ التغييرات الوظيفية في مرحلة التحضير :
يمكن ملاحظة التغييرات الوظيفية الآتية في هذه المرحلة :
- ارتفاع التحفيز في الجهاز العصبي والجهاز الحركي .
- زيادة نشاط القلب والتمثيل الغذائي ( تزداد ضربات القلب إلى ( 130 – 140 ) ضربه / دقيقه .
- يزداد نشاط الجهاز التنفسي (تهويه الرئة تزداد إلى ( 20 – 30 ) لتر / دقيقة وتزداد الحاجة للأوكسجين ( 2 - 2.5 ) لتر اكثر من الحالة الاعتيادية .
- يرتفع الضغط الدموي ودرجة حرارة الجسم ويزداد التعرق .
كلما زادت شدة النشاط العضلي كلما تظهر هذه التغييرات بوضوح اكثر . تختلف الاستجابة عند الرياضيين في مرحلة التحضير حيث يتوقف ذلك على حاله الجسم الوظيفية وخصوصيات المنافسة, و تظهر هذه التغيرات عند الرياضيين ذوي المستويات المتقدمة في بداية النشاط فقط .
وبشكل عام هناك ثلاث أنواع من الاستجابات في مرحله التحضير( التحضير القتالي , القلق والخامل )
ـ أنواع الاستجابات في مرحله التحضير :
- التحضير القتالي : تلاحظ عنده التغييرات الآتية :
- ارتفاع تحفيز الجهاز العصبي المركزي , والذي له تأثيرا إيجابيا على تحسين سير المباراة ونتائجها , حيث يكون الأداء الوظيفي العصبي متوازن .
- زيادة نشاط الوظائف الحركية للجسم وفقا لارتفاع النشاط العضلي وشدته .
في حاله التحضير القتالي يكون الرياضي مهيأ للعمل بشكل اكثر ثقة للتنافس والوصول إلى الفوز , ويتمكن من تقييم إمكانياته وإمكانيات منافسه بشكل صحيح . وهذا ما يوفر له فرصه كبيره للفوز في المباراة , ولكن النتائج لا تكون إيجابية في جميع حالات التحضير القتالي .
- التحضير القلق : يتميز هذا التحضير بكثرة الانفعالات والتحفيز العالي , ويحدث ارتفاع في الوظائف الفسيولوجية للجسم قبل بدء النشاط بحيث يفقد الرياضي الكثير من طاقته , مما قد يؤدي وفي بعض الأحيان إلى فقدان التوافق الحركي , والى ظهور أخطاء تكتيكية , وهذا ما يسبب تأثيرا سلبيا على النتائج الرياضية . في بعض الحالات يؤدي فيها التحفيز القلق إلى رفع القابلية الوظيفية عند الرياضيين وخاصة ذوي المستويات الرياضية العليا والذين يتميزون بقوه الجهاز العصبي .
- التحضير الخامل : يتميز هذا النوع من التحفيز بارتفاع واضح للعرقلة في الوظائف الجسميه وخللها , .ويظهر التحفيز الخامل نتيجة لتحفيزات شديدة ومستمرة لفترة طويلة قبل بداية النشاط مما يسبب العرقلة وعدم التوازن في الوظائف العصبية , كما تظهر حالات شد وتوتر وضغط نفسي , مما يؤدي إلى نتائج رياضية فاشلة . في هذا النوع من التحضير يؤدي الرياضي نشاطه بدون مبالاة , وهذه الظواهر بسبب ردود الفعل الدفاعية , عندما يكون الرياضي غير واثق من قدراته وتكون له رغبه شديدة للانسحاب وعدم المشاركة في المباراة , عند ذلك يكون الرياضي غير مستعد للعمل , ويسيطر عليه الخوف , وهذا مما يزيد من قوه خصمه وفي النتيجة يكون عمله سلبيا .
ـ تنظيم حاله التحضير :
تنظم مرحلة التحضير عند الرياضي بشكل اكثر ملائمة ونوع النشاط الممارس عن
طريق ما يأتي :
- التدريب على التمارين الرياضية المختلفة وبشدد مختلفة .
- ضرورة إخضاع الرياضي لمنافسات مستمرة أثناء التدريبات وعند الإعداد للمنافسات قبل بدايتها , وذلك لكي يتم التكيف على الجهد النفسي والبدني العالي أثناء المنافسة .
- إجراء الإحماء قبل بداية المنافسة بشكل يتناسب وحجم المباراة والجهد المبذول اثناؤها , وكلما كانت التمارين المستخدمة أثناء فتره الإحماء مشابهة للتمارين المستخدمة في المباراة وكثيرة , كلما ازداد تحفيز الجهاز العصبي وبقيه الأجهزة المشتركة في النشاط , وبعكس ذلك فان التمارين البعيدة عن طبيعة المباراة والمؤداة لمده طويلة تسبب انخفاض في تحفيز أجهزة جسم الرياضي .
- استخدام المساج للتخلص من الانفعالات الغير مطلوبة في المباراة حيث يؤدي المساج إلى تقويه المحفزات الحركية ويؤثر على الجلد ويزيد من التأثير الإيجابي للإحماء .
-أداء التمارين التنفسية ( حركات الشهيق والزفير) عده مرات وبعمق قبل بدء المنافسة .
- اتباع نظام خاص في أيام المنافسات , بحيث يكون يوم رياضي مطابق وحسب الإمكانيات المتوفرة لحاله المنافسة , لان أي خلل في ذلك يؤدي إلى انخفاض القابلية الوظيفية للرياضي ويحدث ضغط إضافي على الأجهزة الجسمية عند التأقلم على الحالة الوظيفية الجديدة .
- يجب على الرياضي توجيه انفعالاته وبشكل يجعله يستخدم جميع الوسائل المؤثرة مثل ( التحليل الصحيح للعمل المقبل عليه وتقويم إمكانية خصمه ) .
الإحماء ودورة الفسيولوجي في مرحلة التحضير :
يقصد بالإحماء النشاط العضلي الخاص والمؤدى قبل المنافسة أو التدريب و يعد العمل الأساسي في حالات التدريب . ويختلف الإحماء حسب نوع الرياضة و شدة النشاط و استمراره ويتراوح بين( 3 - 30 ) دقيقة و أحيانا أكثر من ذلك .
ـ أهمية الإحماء :
- يساعد على تسريع مرحلة عمل الأجهزة الجسمية .
- ينقل الجسم بسرعة من حالة الهدوء إلى حالة العمل .
يتكون الإحماء من مجموعة تمارين مختلفة ذات أجزاء عامة وخاصة :
ـ هدف الجزء العام للإحماء :
- رفع مستوى التمثيل الغذائي وتبادل المواد .
- رفع درجة حرارة الجسم .
- تحسين التنفس والدورة الدموية .
- تحفيز الجهاز العصبي المركزي والجهاز الحركي .
ذلك يتم عن طريق استخدام تمارين ذات صفه وتأثير عام والتي تشكل الجزء العام من الإحماء .
ـ هدف الجزء الخاص للإحماء :
- تقوية المهارات والخبرات الحركية والتي تدخل ضمن متطلبات النشاط المؤدى .
- تنظيم العلاقة بين نشاط الجهاز الحركي وأعضاء النمو في الجسم .
إن تمارين الجزء الخاص يجب أن تتناسب مع خصوصية الحركات الأساسية المستخدمة في النشاط الممارس .
العلاقة بين الجزء العام والخاص للإحماء ترتبط بمستوى التحضير العام والخاص للرياضي .
ـ تأثيرات الإحماء الفسيولوجيه على الجسم :
- يؤدى إلى رفع التحفيز وعدم استقرار المراكز العصبية و العضلات .
- يعمل على الاستجابة السريعة تجاه المحفزات .
- يعمل الإحماء في حالة النشاط العضلي الشديد على تنشيط الوظائف القلبية والتنفسية وينشط استخدام الأوكسجين وتوزيعه بين الأنسجة .
- يؤدى إلى نمو نشاط الأنزيمات والتي تساعد على سير التغيرات البيوكيمائية بشكل سريع وخاصة في الأنسجة العضلية .
- يقلل الإحماء من تصلب العضلات ويزيد مطاطيتها ويحميها من الإصابات المختلفة .
- يعمل على نمو التوافق في أداء الحركات الرياضية .
- يعمل الإحماء على التكيف وفق التغييرات البيئة التي يتعرض لها الرياضي .
- يزيد من نشاط الغدد الفرعية التي تعمل على التبادل الحراري والغذائي .
يسبب الإحماء تعرقا شديدا , وعند ذلك يجب التوقف عن أداء التمارين , وذلك لأن عند هذا الحد يكون الجسم مهيأ لإحداث تغيرات فعاله , وخاصة عندما يتكون حامض اللبنيك الذي يسبب إفرازه بشكل كبير تأثيرا سلبيا على العمل الرياضي .
ـ فترة الراحة ( الفترة بين الإحماء و بداية النشاط الأساسي ) :
يبقى تأثير الإحماء لفترة معينة تتوقف على حجم ومدة استمرار العمل الذي يهيأ له , وكذلك تبعا لخصوصية النشاط الرياضي وفترة استمراره وشدته وكذلك الخصوصيات الفردية واستعداد الرياضي وحالته الوظيفية .
يجب أن تكون فترة الراحة بين الإحماء وبداية النشاط ليست كبيرة جدا , لأن ذلك يخفض كثيرا من تأثيره أو حتى يفقد تأثيره , والفترة المثالية للراحة تتراوح ما بين ( 3 – 15 ) دقيقة وفى حالة إطالة فترة الراحة ما بعد الإحماء من الضروري إعادته قبل بدء النشاط .
يستطيع كل من المدرب واللاعب تقدير الفترة اللازمة للإحماء ومعرفة مدى استمرار الإحماء الفردي , وكذلك مقدار الراحة بين الإحماء وفترة بدء النشاط . وعادة تنظم تمارين الإحماء قبل فترة التحضير، وتستخدم تمارين ذات تحفيز واطئ للوظائف الجسمية عندما تكون الحركة مفاجئة , وتستخدم تمارين بسيطة في حالة تحفيز وظائف الجسم الغير كافي , ولا يجوز تغيير نوع الإحماء قبل بدء الجهد ,
ثانيا : مرحلة العمل ( الجهد ) :
يقصد به الارتفاع التدريجي في القابلية الوظيفية في بداية مرحلة النشاط وتكيف الجسم لمستوى أعلى من العمل .
يعد العمل قانون طبيعي عام يوجد في مختلف النشاطات سواء كانت فكرية أو عضلية .
زمن استمرار العمل له علاقة وطيدة بخصوصية النشاط وشدته والخصائص الفردية للرياضي ومستوى تدريبه وحالة الجسم أثناء تأدية الجهد . عند الجهد عالي الشده تكون التغيرات الوظيفية كثيرة وواضحة أثناء الأداء , حيث يسير العمل بشكل سريع , وفترة استمرار الجهد تستغرق وقت قصيرا أو طويلا حسب نوع الفعالية كما في جري المسافات القصيرة والطويلة .
في المسافات القصيرة يعمل الجهاز العصبي والعضلي بشكل أكثر نشاطا , كما تفقد الطاقة بشكل سريع , وتشترك الأجهزة الجسمية في العمل بشكل أني لغرض إخراج الحركة بالشكل المطلوب , وتحدث تغيرات في الدورة الدموية والتنفس ( مثلا عند عدائي المسافات القصيرة ( 100 م ) يسير العمل بسرعة ويتميز بأن الوقت الذي يقضيه العداء في اجتياز الـ 10 م الأولى أكثر من الفترة التي يقضيها في اجتياز الـ 10م الوسطية في المسافة وسرعة الجري تصل إلى الحد الأقصى بعد ( 5 - 6 ) ثوان من بداية الجري , أما عند العدائين ذوى المستوى العالي , ارتفاع سرعة الجري لا تلاحظ في أقل من ( 35 - 40 ) م من بداية المسافة , وهذا يعنى أن عمل الأجهزة الجسمية و العوامل البايوكيميائية تحدث بعد فترة من بدء النشاط .
أما في حالة النشاطات التي تستغرق فترة طويلة والتي تحتاج شدة قليلة تسير الوظائف الفسلجية بشكل بطئ والعمل يحدث بهدوء .
عند أداء الحركات الرياضية الصعبة التي تتطلب توافق حركي دقيق , أو عند الانتقال من نشاط إلى آخر إي كلما كانت الحركة الرياضية معقدة و تتطلب سرعة عالية وتغيير في النشاط كلما احتاجت إلى تغيير في الوظائف الفسيولوجية بشكل يتلائم ومتطلبات الحركة .
العمل العضلي يساعد على تحسين توجيه الحركة وتوافقها , وترتفع الوظائف الإنمائية وعمل الجهاز الحركي والأجهزة الداخلية .
في بداية النشاط ترتفع وظائف أجهزة الجسم بشكل غير متساوي حيث ترتفع أولا وظائف الجهاز الحركي قبل الأجهزة الداخلية وعند نشاط العضلات ( 20 - 60 ) ثانيه يصل عدد ضربات القلب إلى المستوى المطلوب , أما السعة القلبية و تهوية الرئة وتعويض النقص الأوكسجيني فيستمر إلى بعد النشاط من 3 - 5 دقائق وأحيانا لفترة أطول .
ـ حالة الاستقرار :
بعد انتهاء مرحلة العمل ( الجهد )عند النشاط سواء كان شديدا أو لا , تظهر حالة الاستقرار, وفى هذه المرحلة ينتهي فيها ترتيب وتركيب الحركة وتطوير الوظائف الإنمائية ( الدورة الدموية والتنفس ) ويرافق هذه المرحلة انخفاض في استهلاك الأوكسجين على وحدات العمل أي انخفاض في طلب الأوكسجين وارتفاع الحصول عليه بالمقارنة مع مرحلة البداية في الجهد , علما أن عند أداء التمارين الرياضية ذات الشدة القصوى وتحت القصوى ( المسافات القصيرة والمتوسطة في الجري لا يمرون بهذه الحالة ( الحالة المستقرة ) .
تكون حالة الاستقرار إما حقيقية أو كاذبة .
ـ حالة الاستقرار الحقيقية :
تظهر هذه الحالة عند التمارين المحدودة القوة والتمارين الدائرية المنظمة مثلا في (جرى المسافات الطويلة جدا) في حالة الاستقرار الحقيقية يمكن الحصول على الأوكسجين خلال تنفيذ العمل , والدين الأوكسجينى الذي يظهر أثناء مرحلة العمل يكون قليلا ويتم تعويضه أثناء الجهد , أما استشفاء التهوية الرئوية وحجم الدم خلال الدقيقة والضغط الدموي والمتغيرات الوظيفية الأخرى تتم تبعا لشدة العمل وفترة استمراره , وفي هذه الحالة يحدث التبادل الهوائي في الأنسجة ويحافظ المحيط الداخلي على التوازن الحامضي القلوي .
ـ حاله الاستقرار الكاذبة :
تتمييز هذه الحالة كما في الحالة الحقيقية بثبات الوظائف الفسيولوجية , ولكن تصل إلى مستوى عالي جدا للإمكانية القصوى للرياضي .
تظهر حاله الاستقرار الكاذبة بعد انتهاء مرحله العمل عند أداء النشاطات المتكررة الدائرية بشده عالية تستمر من ( 5 - 40 ) دقيقة مثلا عند الجري لمسافة 5000 - 10000 متر عند حاله الاستقرار الكاذبة يبلغ استخدام الأوكسجين بحدود ( 4 - 5 ) لتر في الدقيقة بينما يتطلب العمل ( 6 - 7 ) لتر في الدقيقة , ولهذا من بداية العمل إلى نهايته يتجمع دين أوكسجيني يمكن أن يصل إلى حد عالي ( 12 - 16 ) لتر عند حاله الاستقرار الكاذبة وتصل ضربات القلب إلى 200 ضربه / دقيقة , وحجم الدم في الدقيقة يصل إلى 30 لتر/ دقيقة , التهوية الرئوية تصل إلى ( 120 - 150 ) لتر/ دقيقة , وعدد مرات التنفس تصل إلى 60 - 80 مره في الدقيقة , الضغط الدموي يصل إلى 200 - 240 ملم زئبق , وهذا الارتفاع في معدلات الوظائف الفسيولوجيه يحدث نتيجة النمو الكبير الذي يحدث في الجسم , ويمكن أن تبقي حاله الاستقرار الكاذبة لعده دقائق مع تذبذب بسيط .
استمرار العمل في حاله الاستقرار الكاذبة يعتمد بشكل أساسي على قوه النظام اللاهوائي وذلك لتجمع عدد كبير من المخلفات الحامضية وخاصة حامض اللبنيك في العضلات والدم .
ـ النقطة الميتة (التنفس الثاني) :
بعد البدء بالنشاط تنخفض القابلية الوظيفية للجسم ( وهذا الانخفاض الوقتي للقابلية الوظيفية عند الرياضي تسمى بالنقطة الميتة )
تظهر النقطة الميتة عند التمارين الدائرية ذات الشدة القصوى وتحت القصوى حيث يشعر الرياضي عندها بالأعراض الآتية :
- تعب شديد مع ثقل الرجلين .
- تقييد الحركة .
- ضيق في الصدر مع لهاث .
غالبا ما تظهر النقطة الميتة عند الرياضيين المبتدئين , وذلك لعدم توافق نشاط الجهاز الحركي مع عمل الأعضاء الداخلية .
ـ علامات النقطة الميتة :
- ينخفض نشاط العمل .
- يزداد الطلب للأوكسجين .
- تقل سرعة الحركة مع اختلال في التوافق الحركي .
يعتمد التغلب على هذه الحالة على الإرادة الشخصية للرياضي حيث يستطيع تحاشيها , ومن ثم يبدأ التنفس ثانية الذي يمكن أخذه بحرية عند الحركة حيث يسبب الإحساس بسهولة الحركة مع توازن التنفس .
التغلب على النقطة الميتة يسبب الانخفاض القليل في شدة العمل مع زيادة التنفس بتوقف ( أي تحدث فاصله عند الزفير العميق مع تعرق شديد ) . وعند الرياضيين المتدربين والمتقدمين لا تظهر النقطة الميتة أبدا .
ـ الجهد النافع :
هو نسبة الجهد المصروف نسبة إلى العمل المنجز أو هو إمكانية ما تحوله العضلة من الطاقة إلى عمل حركي وتقاس الطاقة المصروفة بقياس كمية الأوكسجين المستهلك , ويمكن قياس العمل المنجز بتطبيق القانون الآتي :
العمل أو الشغل = القوة × المسافة
لقد قيس الجهد النافع عند الإنسان وهو يساوي( 20 - 30 % ) ويعني ذلك إن الإنسان يستعمل لتحقيق عمل ما 1 / 5 إلى 1 / 4 من طاقته المستهلكة وبقية الطاقة تكون على شكل طاقه حرارية .
ـ العوامل التي تؤثر على الجهد النافع عند الإنسان :
- نوع العمل : إن الجهد النافع في العمل الثابت اقل منه عند العمل المتحرك .
- شدة الجهد : كلما ازداد الجهد وارتفع الإجهاد كلما قل الجهد النافع , وعلى العكس الجهد القليل والغير متعب يرفع من قيمة الجهد النافع .
- سرعة الجهد : زيادة سرعة الجهد العالية وكذلك شدة بطئه في إنجاز العمل يخفض من قيمة الجهد النافع
- الحركات المصاحبة : الحركات الجانبية التي لا تدخل ضمن العمل تؤثر بشكل كبير على قيمة الجهد النافع , أي أن إتقان المهارات بشكل دقيق يسبب زيادة الجهد النافع .
- العمر: إن قيمة الجهد النافع العليا عند الإنسان تكون في سن ( 20 - 30 ) سنه وقد يزداد عند الرياضيين وخاصة عدائي المسافات الطويلة . إلى اكثر من ذلك .