مشاركة المعاقين فى الأنشطة الرياضية

مشاركة المعاقين فى الأنشطة الرياضية

بالرغم من تشجيع الأطباء المعالجين للمعاقين للممارسة الرياضية إلا أنهم يمارسون بناء على رغبتهم ودوافعهم الشخصية أيضا كما مارسوها أحينا أخرى بطريقة تخالف تعليمات السلامة الطبية لهم ، وذلك بالنسبة للمعاقين الرياضيين قبل إعاقة أو المعاقين غير الرياضيين فى لأصل ، واشتمل ذلك أيضا على المعاقين بأمراض خلقية ( من أمثلة ذلك لورد بيرون والذى ولد بعاهة حركية فى أحد أطرافه السفلى إلا أنه مارس التجديف والسباحة والملاكمة ( كتاب دييم عام 1950 ) ، وكذلك عبور أبطل العرب المصريين المعاقين لبحر المانش فرديا وفى تتابع متتال ومع زيادة انتشار وازدهار الرياضة فى لخمسين عاما الأخيرة والذى واكبه تقدم وتطور علم لطب الرياضى الحديث أصبح فى إمكان المعاقين بمختلف صنوف إعاقة الشديدة أن يمارسوا أنواع الرياضة المناسبة لهم فى وذلك فى تدريبات منتظمة ومكثفة نسبيا تستهدف استخدام قابليتهم وطاقاتهم الحيوية للتغلب على الآثار السلبية للإعاقة ولموازنة لعجز الجزئى الحادث منها .
وقد ذكرت العديد من المراجع العالمية وجود رياضيين بأمراض القلب الخلقية أو المكتسبة وارتجاع الصمام الأورطى للقلب ( الأبهر ) منها مراجع ( باريسيوس 1924م ، دايتلين 1926 م ، وارفيلد 1934 ، سوتزمان 1950 م )
وقد ذكر يوكل وسوزمان حالة بطل جرى مارثون أصيب فى عمر التسع سنوات بضيق بالصمام الميترالى بالقلب ورتجاع بالصمام الأورطى ( الأبهر ) ، وقد استطاع الفوز بالسباق فى دورة ألعاب الكمنولث عام 1934 م .
كما ذكر يوكل أيضا عام 1957 م أن بطب الإطاحة بالمطرقة هارولد كونولى صاحب الرقم القياسى العالمى كان مصابا بعاهة خلقية عبارة عن شلل موروث بالحزمة العصبية العليا اليسرى نتج عنه شلل فى بعض العضلات الصغيرة القابضة ليده اليسرى .
كما أن هناك المجرى كارولى تاكازس والذى فقد يده اليمنى فى حادث ( 1930 م ) ثم أصبح بعد ذلك أحد أبطال العالم المعاقين المرموقين فى الرماية بعد أن كثف تدريباته ليده اليسرى التى لم يكن يستخدمها ما قبل الإصابة ثم فاز بها فى الدورة الأولمبية فى لندن عام 1948 م وفى الدورة الأولمبية بهلسنكى عام 1952 م .
كما أن نشير إلى مشاركة المعاقين فى بطولات الرماية بالسهام للأصحاء وحصولهم على مراكز متقدمة عالميا .
وإذا ما كان المعاق يجيد أحد أنواع الرياضة ما قبل الرياضة فإنه قد يمارسها بعدها يتغلب بها على ما استجد له من إعاقة ، كما أنه قد يستعيد و إلى حد ما قدرته على ممارسة هذا النوع من الرياضة فى منافساته سواء كان ذلك مع المعاقين أو مع الأصحاء .
ومن أمثلة ما سبق المعاقون ببتر الأطراف .. ففى مسابقات السباحة نجد أنهم يمارسونها بسهولة خاصة فى حالات الإعاقة ببتر فوق أو تحت الركبة سواء كان ذلك فى مسابقات السباحة القصيرة أو الطويلة ، وكذلك فى مسابقات الغطس من السلم المتحرك فى حالة بتر أحد الأطراف العلى أو السفلى ، كما نشاهد ذلك فى ممارستهم لرياضة التزحلق على الجليد فى بلدان مثل النمسا وفنلندا وفرنسا وألمانيا ، ولكن بشرط تمكنهم من هذه الرياضة قبل الإصابة فيمكنهم استعادة المهارة اللازمة للأداء بعد البتر.
وما سبق ينطبق أيضا على ممارسة رياضة الجولف و الفروسية مع بتر الأطراف السفلى أو بعد الإصابة بشلل الأطفال .
كما يجب الاهتمام فى رياضة المشى للمكفوفين لاستعادة توازنهم الفسيولوجى السليم مع فقد حاسة البصر .
كما تطور الاهتمام العالمى بمنظمة رعاية المعاقين الرياضية وتنظيم المسابقات بين أكبر عدد منهم فجد أن الاهتمام بنوادى المعاقين قد بدأ فى ألمانيا فى ندى الصم 1888 م وقد مارسوا فيها أنواع مختلفة من الرياضة البدنية ، وزاد الاهتمام برياضة المعاقين ببتر الأطراف والمكفوفين خلال وبعد الحرب العالمية الأولى .
وفى إنجلترا أنشئ نادى المعاقين عام 1922 م الذى نظم العديد من المسابقات الرياضية السنوية فى مستشفى أستوك منادفيل وخاصة مسابقات المعاقين بالبتر والشلل بأنواعه ، كما تعلم المعاقون فى الأطراف العليا قيادة السيارات والرسم بالأطراف السفلى .
ومع انتشار رياضة المعاقين بعد الحرب العالمية الثانية فى عدد كبير من الدول الأوربية ، و بالإضافة لكندا والهند وإندونيسيا وكوريا واليابان ومصر والمملكة العربية السعودية والكويت ومعظم الدول العربية ، ظهرت المنافسات الدولية المنظمة .